في دماغنا عقلان !
اليكم هذه القصة التي حكتها لي صديقة بعد طلاقها من
زوجها وانفصالها المؤلم , قالت لي ان زوجها وقع في حب زميلة له في العمل تصغرها في
العمر , وفجأة اعلن عزمه على ترك اسرته ليعيش مع حبيبته , بعد فترة من المشاحنات
حول الشقة , والنقود , ورعاية الاطفال وبعد مضي اشهر عدة من هذا الحدث قالت لي
صديقتي ان استقلالها عن زوجها يناسبها تماماً وانها سعيدة لانها اصبحت تملك قرارها
وقالت : " وها انا اليوم لم اعد افكر فيه على الاطلاق , ولم يعد يهمني حقاً
" لكنها حين نطقت بهذه الجملة اغرورقت عيناها بالدموع .
من السهل ان تمر لحظة هذه العيون الدامعة من دون ملاحظة
, لكن التعاطف مع انسان تدمع عيونه , يعني ان هذا الانسان حزين بالرغم ان كلماته
تنطق بعكس ذلك.
مثلما يحدث عندما تقرأ كلمات مطبوعة في كتاب, معنى
بعضها من فعل العقل العاطفي والآخر من فعل العقل المنطقي أي ان لدينا في الحقيقة
والواقع عقلين .
عقل يفكر , عقل يشعر . هاتان الطريقتان المختلفتان
اختلافاً جوهرياً للمعرفة , تتفاعلان لبناء حياتنا العقلية .
الاولى طريقة العقل المنطقي , وهي طريقة فهم ما ندركه تمام الادراك والواضح وضوحاً كاملاً في وعينا,
ولا يحتاج منا الى التفكير فية بعمق او تأمله .
ولكن الا جانب هذا , هناك نظام اخر للمعرفة قوي ومندفع و
احياناً غير منطقي من التمييز الشائع بين العقل والقلب فحين يعرف الانسان بقلبه ان
هذا الشيء صحيح يختلف عن الاقتناع . نوع من المعرفة اعمق من اليقين , فهناك علاقة
طردية بين سيطرة العواطف وبين سيطرة المنطق على العقل فكلما كانت المشاعر اكثر حدة
زادت اهمية العقل العاطفي واصبح العقل المنطقي اقل فاعلية وهذا الترتيب يبدو انه
نابع عبر دهور من التطور , من تفوق الاسترشاد بالانفعالات والحدس في استجابتنا
التلقائية للمواقف التي تكون فيها في حياتنا خطر , وهي المواقف التي قد يكلفنا فيه
التوقف للتفكير في حياتنا ذاتها.
المراجع
الكتاب المترجم :
(جولمان,دانييل ,2000,الذكاء العاطفي , ليلى الجبالي , الكويت : علم المعرفة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق